مجلس شباب تجار دبي يوقع مذكرة تفاهم مع بنك “انفستكورب” لدعم ريادة الأعمال

0 447

إذا ركزت نظرك بما فيه الكفاية، سترى وجوه البشر البائسة عالقة خلف الزوايا، في مقصورة أو يعملون في وظيفة أخرى تسرق الحياة منهم. بالنسبة لي أجد ذلك في غاية الخطورة، وقد استطعت استيعاب الأمر. أنا أعلم أن هناك وظائف والناس عليهم القيام بها. ومع ذلك، فقد تبددت حياتي كانسان راشد بسبب تغيير الوظائف بشكل متكرر. ربما كان هذا نتيجة الانخراط المبكر في العمل والحياة منذ سن 18، أو ربما كان لأني حقيقة كنت أحاول أن أجد الوفاء والنجاح في مكان لم يكن من المفترض أن أبحث به عن ذلك.

- Advertisement -

مر وقت طويل كان هدفي فيه هو البقاء مع وظيفة معينة لمدة خمس سنوات على الأقل – لطالما كان البقاء في وظيفة واحدة مقياساً للنجاح في مجتمعي. ولكن في الحقيقة ما هو النجاح الذي سنناله إذا بقينا في وظيفة لنصف حياتنا، ونحن بائسين؟ ربما كنت قد حصلت على الكثير من المال، ونلت الكثير من الامتيازات والفوائد الهائلة، ولكن هل هذا مهماً إذا كنت قد بددت وقتك وحياتك.

نحن نعيش في عالم من الفرص. حرفيا، كل شيء ممكن. ومع ذلك، هناك تحذير. مطلوب منك أن تضع جهدك في العمل. في حين أن هذا قد يبدو نوعاً من الظلم، وربما كان أكثر من ذلك. لقد سمعنا العبارات “عش أحلامك” و “لا تستلم أبدا”. المعنى الأعمق لهذا يكمن في العمل. لكننا نحذر أن كل الأحلام والخطط والأهداف ستتبدد وتضيع في خضم انشغالك في في أعمال وظيفية تخدم بها الآخرين، دون أن تحقق لنفسك شيئاً مهماً.

في التفاعلات اليومية، أسمع الناس يدّعون أنهم سيصلون إلى أهدافهم في “يوم واحد” أو أنهم سيكونوا بلا ديون في “يوم واحد”. نحن نجلس في أماكننا ونتحدث عن بدء عمل تجاري ليوم واحد، أو الحصول على حياة أو الشعور بالحرية ليوم واحد أو حتى أن نكون في صحة بدنية أفضل ليوم واحد.

غالبية الناس يرون الهدف الذي يريدون تحقيقه ولكنهم يفشلون في اتخاذ إجراءات لتحقيق ذلك. في حين أن هناك العديد من العوامل المختلفة المعنية، إلا أن التخطيط والعمل هما المفتاحان اللذين يفصلان النخبة عن غالبية الناس في أي مجال من مجالات الحياة. بعض رواد الأعمال الطموحين لديهم ميل لرؤية النتيجة النهائية، ويشعرون بالحماس حيال ذلك، ثم يملون من الحديث بدون اتخاذ أي إجراء.  إن أهم مفتاح لتحقيق النجاح ينطوي على تخطيط شامل وعمل استراتيجي. وبدون ذلك، فإن فرصة النجاح أقل بكثير.

كتب جون أكوف Jon Acuff في كتابه “دو أوفر” “قم بالمزيد”، “الحلم هو أمر ممتع. الحديث عن النتائج المستقبلية ممتع، ولكن الحديث عن  الجهود اليومية التي تشغلك عن كل شيء، ليست كذلك”.

أشياء عظيمة في الأعمال التجارية لم يتم أبدا من قبل شخص واحد.

ستيف جوبز أبل المؤسس المشارك

بالنسبة لي، كوني كنت عاطلاً عن العمل منذ ما يقرب من 10 أعوام كان يبدو وكأنني في نهاية الطريق، وليس هناك شيء ممتع حيال ذلك. كان واحدا من أحلك وأثقل الأوقات في حياتي. كانت طريقة فهمي للأمر هي أننا يتوجب علينا أن نقضي وقتنا نتطلع لضياع الوقت لمعظم أيام حياتنا، وثم ننفق آلاف الساعات نعمل في عمل لا نحبه لنحصل على حياة متوسطة.

ليس هناك خطأ في الحلم، وأود أن أقول، لا يوجد شيء خاطئ في تصور النتائج الكبرى في المستقبل. ومع ذلك، أعتقد أنه من الضروري أن نخفف هذه التوقعات أيضا لتناسب حجم العمل الذي نحن على استعداد للاستثمار به.

الصورة السابقة ليست خيالاً علمياً، بل هي توقعات عملية تبنتها مراكز الأبحاث وشركات التكنولوجيا العالمية والعلماء. فكل التكنولوجيات التي تناولناها سابقاً أصبحت متوفرة منذ الآن، وبدأ تجريبها والعمل على تحسينها، وتشكل بمجملها ما أطلق عليه الثورة الصناعية الرابعة، وسوف تؤدي إلى اختفاء عدد كبير من الأعمال.

أصدرت جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي تقارير تتضمن رؤيتها لعام 2030. وعلى الرغم من أن هذه التقارير تناولت أهمية استخدام التكنولوجيا لتطوير الاقتصاد، إلا أن أي منها لم يتطرق بشكل عميق إلى تأثير التكنولوجيا الحديثة على كل قطاع من قطاعات الأعمال، ولم يتطرق أيضاً إلى التغييرات الديموغرافية التي ستحدثها هذه التكنولوجيا، ولا إلى التغييرات الجوهرية التي ستدخلها على سوق العمل.

فعلى سبيل المثال، يشكل عمال البناء نحو 25 بالمئة من العمالة الأجنبية في دولة الإمارات و40 بالمئة في قطر. ومن الضروري بيان تأثير استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد على هذه العمالة، مع العلم أن دبي، صرحت بأن 25 بالمئة من مبانيها سيتم إنشاؤها باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، وأن 25 بالمئة من السيارات في شوارعها ستسير بدون سائق بحلول عام 2030. الغريب أن عدداً من البيانات التي تنشر عن المستقبل تبنى على الماضي. فدولة الإمارات الأكثر اهتماماً بالمستقبل والتي أسست أول مجلس للثورة الصناعية الرابعة في العالم، لا توجد فيها توقعات دقيقة عن التغيرات الديموغرافية وسوق العمل في المستقبل، فالتصريحات الصادرة عن المسؤولين في دبي حول عدد السكان المتوقع للمدينة عام 2020، و2025 و2030، بنيت جميعها على النمو السكاني المسجل بين عامي 2011 و2015 والبالغ نحو 5.13 بالمئة سنوياً تقريباً، وكأن الثورة الصناعية الرابعة لن يكون لها تأثير على ديموغرافية هذه المدينة العربية الفريدة في حداثتها، وتطلعاتها المستقبلية.

سيكون للثورة الصناعية الرابعة تأثير كبير على المملكة العربية السعودية، إذ يتوقع أن تؤدي إلى إلغاء ملايين الوظائف خلال عقدين من الزمن. فعلى سبيل المثال، صرح العديد من المسؤولين السعوديين أن عدد السائقين الأجانب في المملكة يتجاوز المليون سائق، لكن لم تتطرق التقارير إلى تأثير استخدام المركبات ذاتية القيادة على عدد السائقين في المستقبل، وكم عدد الذين سيغادرون المملكة منهم، ومتى سيتم ذلك. أصبح من الضروري جداً أن تبادر الجهات المعنية في المملكة بالتخطيط لهذه الثورة ودراسة آثارها على كافة قطاعات العمل. وينطبق هذا الأمر على كافة بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى، ويكفي أن نشير إلى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) المتصلة بالشبكة العالمية في بلدان مجلس التعاون الخليجي نحو 5 مليارات جهاز عام 2030، ما سيوفر قدراً كبيراً من التحكم الآلي، ويلغي عدداً كبيراً من الوظائف.

إن الحلول التي تبتكرها البلدان المتقدمة لمعالجة البطالة الناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة، مثل الدخل الأساسي الشامل قد لاتكون مناسبة لبلدان مجلس التعاون الخليجي التي عليها أن تبتكر حلولها الخاصة. إن الأتمتة في بلدان مجلس التعاون الخليجي تعني إحلال الآلات مكان قسم متزايد من العمالة الوافدة، فالوظائف الجديدة التي ستظهر لن تعادل تلك التي ستختفي بحال من الأحوال، فهل يعني هذا نمواً ضعيفاً وربما تراجعاً في عدد السكان، وهل مشاريع البناء الحالية والمستقبلية تأخذ هذه العوامل بعين الاعتبار؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

97 Demos &
Starter Sites